نصير، وقتيبة بن مسلم الباهلي، والمهلب بن أبي صفرة، وطاهر بن حسين، وابنه عبد الله.
ثم جوهر الصقلي، ومنصور بن أبي عامر المعافري اليمني، وأمثالهم من القواد، والجنود، ونواب الخلافة، ووكلاء الشريعة، في الشرق والغرب.
كانت المساجد أبحرا تدفع بالأمواج من أبطال الغزو، وعلماء الدين، وتقذف بالجواهر، واللآلي الكبار من هذا النوع، في مختلف العصور؛ ومنها يخرج أبطال أعلام من قادة الفكر.
وانظر في الأمصار، والمدن من كل علّامة فيها يملي الأحاديث; وإن طال الكلام، فإنما هيجه ما دهى الإسلام في هذا العصر، من خلو بيوت الله، التي هي معاقد العلم، وتفرق أهله.
فأدركت الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، تتلى عليه المتون عن ظهر قلب، وقبل ذلك يتحفظ كتاب الله، ويتلى عليه التفسير، ويحضر تلك المجالس الشريفة المتعلمون وغيرهم.
ولسعة رأيه، إذا دهم الملك عبد العزيز أمر، أتى إليه في ذلك المجلس، فتراه يتململ، والشيخ لا يقطع الدرس، لعلوّ مكانة العلم عنده، ولم يكن يتبذله.
وكذا الشيخ حمد بن فارس، وكان يلي بيت المال، ويرسل إليه الملك: لم يتأخر؟ فلا يقطع الدرس; وكذا