وتلك الفنون من مختصرات الحديث، والأصول، كالتوحيد، وحكم موالاة أهل الشرك، ومتون الفقه، كلها تتلى عند الجميع عن ظهر قلب.
وكذا عند الشيخ محمد بن إبراهيم، بعد أن أقيم مقام الشيخ عبد الله في التعليم، برهة من الزمن حيث فتحت المدارس النظامية، وأقبل الطلاب إليها وإلى المعاهد والكليات وغيرها من الاتجاهات؛ حينئذ تفرق أهل العلم عن قلب العاصمة الذين أخذوه عن معدنه، ويأخذه عنهم أولو الهمم العالية، السالمون من العلوم المفضولة والمحظورة.
وأما الآن فضعف العلم حيث خرج علماء المسلمين من بيوت الله، الذين هم أولى أن يبلغ عنهم العلم النافع كما بلغوا، فخلت بيوت الله من أهلها إلا من شاء الله؛ وأضعف العلم النافع بالعلوم المفضولة الذي قرر شيخ الإسلام أحمد بن تيمية وغيره تحريم العلوم المفضولة إذا أضعفت العلم النافع.
فضلا عن العلوم المحظورة التي يحملها الوثنيون الملحدون الزنادقة، الذين هم السم القاتل لدين الإسلام من رجال ونساء، والذين هم فساد المجتمع، الذي لا يمتري فيه من له أدنى مسكة من عقل.
مع أنهم قد رأوا وسمعوا وبلغهم بلاغا حسيا لا يمتري فيه إلا مكابر، ما جرى على الأجانب أفراخ الإفرنج