هذا وإن العلماء - وفقهم الله - يعلمون أن الدعوة إلى الله محفوفة بالمخاطر، محوطة بالأشواك؛ ومن شأن تلك المخاطر تسرب اليأس إلى النفس، فيكون ذريعة عظيمة لتثبيط همة الداعي المرشد.
ولكن من الخير والمصلحة أن يحال بين اليأس وبين الداعي المرشد بما يراه من تلك العقبات التي تعترض الداعي، وتلك الشدائد التي يراها المصلح، بأنه لا غنى له عنها، وأنها سنة فيمن سبقه من الدعاة المصلحين كالرسل وأتباعهم.
وتأكد الدعوة واجب متعين في مثل عصرنا هذا الذي فشت فيه المنكرات، وفسدت العقائد؛ فترك الدعوة والإرشاد، أو التقصير فيهما، سسب للانحراف عن الدين الذي من شأنه اختلاف الكلمة، وتصدع في الوحدة، وتشتت للشمل، واختلاف في الأمر.
ويكون كلٌّ لا هم له إلا السعي وراء الغايات الشخصية، ولو كان في معصية لإلهنا، وضياع لأمتنا وعزتنا، مع ما انضاف إلى ذلك من تنابذ وشقاق، وترويج للباطل، وتمويه للحقائق.