بذلك، وأن يناصح في الله، ويدعو إليه حسب الطاقة، أداء لواجب التبليغ والدعوة، وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وحذرا من الكتمان.
إلى أن قال: إذا عرف ما تقدم، فالذي أوصيكم به ونفسي: تقوى الله سبحانه في السر والعلانية، والشدة والرخاء؛ فإنها وصية الله، ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}[سورة النساء آية: ١٣١] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته:"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة" ١.
والتقوى: كلمة جامعة تجمع الخير كله; وحقيقتها: أداء ما أوجب الله، واجتناب ما حرمه الله، على وجه الإخلاص له، ومحبته والرغبة في ثوابه، والحذر من عقابه.
وقد أمر الله عباده بالتقوى، ووعدهم عليها تيسير الأمور، وتفريج الكروب، وتسهيل الرزق، وغفران السيئات، والفوز بالجنات.