للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} [سورة الطلاق آية: ٥] ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

فيا معشر المسلمين، راقبوا الله سبحانه، وبادروا إلى التقوى في جميع الحالات، وحاسبوا أنفسكم عند جميع أقوالكم وأعمالكم؛ ومعاملاتكم، فما كان من ذلك سائغا في الشرع فلا بأس بتعاطيه، وما كان منها محذورا في الشرع فاحذروه، وإن ترتب عليه طمع كثير؛ فإن ما عند الله خير وأبقى؛ ومن ترك شيئا اتقاء الله، عوضه الله خيرا منه.

ومتى راقب العباد ربهم، واتقوه سبحانه وتعالى، بفعل ما أمر، وترك ما نهى، أعطاهم الله سبحانه، ما رتب على التقوى، من العزة، والفلاح، والرزق الواسع، والخروج من المضايق، والسعادة والنجاة، في الدنيا والآخرة.

ولا يخفى على كل ذي لب، وأدنى بصيرة، ما قد أصاب أكثر المسلمين، من قسوة القلوب، والزهد في الآخرة، والإعراض عن أسباب النجاة، والإقبال على الدنيا وأسباب تحصيلها، بكل حرص وجشع، من دون تمييز بين ما يحل ويحرم، وانهماك الأكثرين في الشهوات، وأنواع اللهو، والغفلة.

وما ذاك إلا بسبب إعراض القلوب عن الآخرة، وغفلتها عن ذكر الله ومحبته، وعدم التفكر في آلائه ونعمه، وآياته الظاهرة، وعدم الاستعداد للقاء الله، وتذكر الوقوف بين

<<  <  ج: ص:  >  >>