مستحقه؛ وما يظهرونه من البدع والمعاصي، التي تمنع قبول قولهم، وتدعو النفوس إلى موافقتهم، وتمنعهم وغيرهم من إظهار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أشد ضررا للأمة وضررا عليهم من إظهار غيرهم لذلك.
ولهذا جبل الله قلوب الأمة على أنها تستعظم جبن الجندي وفشله، وتركه للجهاد، ومعاونته للعدو، أكثر مما تستعظمه من غيره، بخلاف فسوق الجندي وظلمه وفاحشته، وبخلاف قعود العالم عن الجهاد بالبدن.
ومثل ذلك: ولاة الأمور كل بحسبه، من الوالي، والقاضي; فإن تفريط أحدهم فيما عليه رعايته من مصالح الأمة، أو فعل ضد ذلك من العدوان عليهم، يستعظم أعظم مما يستعظم ذنب يخص أحدهم. انتهى كلام الشيخ رحمه الله.
وجدير بنا أن نحذر ما قاله بعض السلف، في علماء السوء على أبواب الجنة، يدعون الناس إليها بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم; فكلما قالت أقوالهم للناس: هلموا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا، كانوا أول المستجيبين له؛ فهم في الصورة أولياء، وفي الحقيقة قطاع طريق.
[قول الشيخ عبد الرحمن بن حميد في الدعوة إلى الله وحثه عليها]