قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[سورة النحل آية: ١٢٥] : هذا أمر من الله جل شأنه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة، وهو أمر للأمة.
وقد أمر الله رسوله بأن يدعو الناس كافة إلى سبيله، وبأن تكون الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، فرتب الدعوة على حسب مراتب الخلق والدعوة إلى سبيله مستلزمة لبيان السبيل المدعو إليه.
وقد بات هذا السبيل بالوحي الإلهي، فأوضح قواعد الدين الاعتقادية والعملية، فما قام دين من الأديان ولا مذهب من المذاهب، ولا ثبت مبدأ من المبادئ، إلا بالدعوة إليه؛ ولا تداعت أركان ملة بعد قيامه، ولا انتكث فلّ شريعة بعد إحكامها، ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها، إلا وسببه ترك الدعوة.
فيا أيها العلماء وحماة الدين، ما لنا نرى الحق بدت معالمه تتضاءل؟! وآثاره تعفو وتندرس؟ ومذاهب الباطل تموه بالدعوة، ويعم انتشارها؟!.
إن الإسلام بدأ يضعف منذ اقتنع أهله بالترف والنعيم، وأهملوا العناية بالدعوة إليه؛ فوالله لو بقي للعلماء سور من الغيرة على دينهم، لنفروا خفافا وثقالا للإرشاد والدعوة.
فإن الأمة الإسلامية في مبدأ نشأتها قامت بالدعوة إلى دينها، مبينة للأمم سماحته، شارحة حكمه، موضحة