للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عزكم وعز بلادكم في الإسلام يا مسلمون]

وقال الشيخ: عبد الله بن سليمان بن حميد:

وعزكم وعز بلادكم في الإسلام يا مسلمون ١.

من كان يريد العزة فلله العزة جميعا، فالتمسوا العزة يا مسلمون من هذا السبيل، وابتغوها من هذا الوجه; واعلموا أنه هو السبيل المستقيم، والمنهاج القويم، الذي سلكه أوائلكم السالفون، وعض عليه بالنواجذ الصالحون، واستغنوا به عما سواه من سبيل. واكتفوا به عن كل نظام أجنبي دخيل، فدانت لهم أمم العالم، وذلت أمامهم الدنيا، وملكوا أطراف المعمورة، وسيقت لهم خيرات الأرض؛ حتى قال بعض ملوكهم، وقد رأى يوما سحابة: سيري كيف شئت، وأمطري أنى شئت، فسيأتيني خراجك. وهكذا كانت نتيجة التمسك بالدين، والعمل على إعلاء كلمة الله؛ فهم طبقوا الإسلام في أنفسهم قولا وعملا، وارتضوه عقيدة ودينا، وجاهدوا في سبيله أعظم الجهاد، ودعوا إليه في الحاضر والباد؛ يطلبون بذلك كله رضى الله، ويلتمسون من وراء ذلك ثواب الآخرة، فأعطاهم الله تعالى الملك العظيم الواسع، جزاء لهم في الدنيا منه وفضلا؛ وما أعده لهم في الآخرة خير وأبقى.


١ في مجلة راية الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>