وقيل إنه هجا النعمان عندهم، وبلغ النعمان كونه عندهم فشق عليه، وأرسل اليه أنك لم تعتذر من سخطه إن كانت بلغتك عنا، وإن كنا قد تغيرك عليك أو تنكرنا لك، فقد كان لك في قومك ممنع وحصن، فتركته وأنطلقت الى قوم قتلوا أبي، وبيننا وبينهم ما قد علمت، وعرف النابغة إن المنخل كاده عند النعمان فجعل يعرض به في أشعاره وأعتذاره اليه. فقال في قصيدته التي أولها: عفا راكس من فرتني فالضواجع
اتوعد عبداً لم يخنك أمانته ... وتترك عبدا ظالما وهو ظالع
حملت علي ذنبه وتركته ... كذي العرِّ يكوي غيره وهو راتع
وذكر سعدية القريعيين به فقال فيها:
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلاً علي الأقارع
اقارع عوف لا أقارع غيرها ... وجوه كلاب تبتغي من تخادع
وقال معتذراً في قصيدته التي أولها: يا دار مية بالعلياء فالسند