لا زاد منه يحور أذا أستقى ... صدر ولا صدرا يحور لمورد
فغاظ ذلك النعمان، وأضطغنه عليه، وسمع المنخل هذا الشعر، فقال بحيث يعلم إن النعمان يسمعه: لا يستطع إن يصف هذا الا من جرب.
وكان بين النابغة وبين مرة بن ربيعة بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيدة مناة بن تميم ورهطه حقد وعداوة بسبب سيف كان لمرة يقال له ذو الريقة، وشى به النبغة الى النعمان، ووصفه له فأخذه منه. وكان مرة يتطلب العثرات على النابغة، فلما سمع هذا الشعر قام فيه وقعد، ورقى هو ورهطة الى النعمان عن النابغة إنه ذكر المتجرد في شعر قاله أيضاً غير هذا. فعزم على قتله، وعرف ذلك بواب كان للنعمان يقال له عصام بن شبير الجرمي. وكان صديقاً للنابغة. فلما قدم النابغة الحيرة أتى من فوره باب النعمان يطلب الاذن فانذره عصام وقال له: أنج فانه قاتلك، فخرج الى الشام فنزل على ملوك غسان، ومدحهم بقصائد منها:" كليني همّ يا أميمة ناصب "