يقارب معشار ذلك، وروي لأحد من العرب في أيامهم كلها مثل موقف المسلمين بمؤته ٦٠ لما لا يحصى عدده من الروم كثرة حتى أستشهد أمراؤهم وكثير معهم رضي الله عنهم، أو مثل موقف أصحاب الحسين عليه السلام في أثنين وسبعين صبروا لعشرة الاف أو نحوها ينصرون الله سبحانه ورسوله (، وأمام الهدى عليه السلام لم يلتفت أحد منهم وراءه حتى لقوا الله صابرين محتسبين قد فازوا بالشهادة، وهي النعمة العظما والمنحة الكبرى بعد إن أصابوا من الأشقياء الظالمين أضعاف عدتهم وأمثالهم، فسلام الله وبركاتهو رضوانه وتحياته على أرواحهم وأجسادهم ونسأله إن يحشرنا معهم ويرزقنا شفاعتهم ولولا أننا نقصد نشر فضل أهل الحق لا أهل الباطل لذكرنا صبر الخوارج في حروبهم فانهم ممن يدعو بدعوة الإسلام وإن كانوا قد مرقوا. وهل ذكر لاولئك الغوارين الفرارين في حروبهم في الجاهلية أنهم أبتلوا بمثل ما أبتلى به فرسان الإسلام في الحروب العظيمة الهائلة في جهاد أهل الكفر من سائر الأمم كيوم أجنادين وهو موضع بين الرملة وبيت جبرين التقى فيه المسلمون وفيهم أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان بن حرب وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص، وقيل كان على الناس يومئذ أبو عبيدة وقيل خالد، والروم عليهم تذراق أخو هرقل، وروي إنه أخزاه الله وهو الذي كان على الروم يوم مؤتة فانهزم الروم يومئذ وقتل تذراق وذلك في جمادي الآخرة سنة ثلاث عشر في أيام الصديق أبي بكر ثم بمرج الصفر وقد جمع لهم الروم وعادوا اليهم بعد أيام