في الشهر بعينه فالتقوا بمرج الصفر ويومئذ قال خالد بن سعيد بن العاص:
من فارس كره الطعان يعيرني ... رمحا أذا نزلوا بمرج الصفر
وأستشهد خالد بن سعيد يومئذ وهزمت الروم أيضا وبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فرحل منها الى أنطاكية ثم باليرموكو كان برجب سنة خمس عشر في أيام عمر وأبو عبيدة على المسلمين فاستشهد الفضل بن العباس عليهما السلام وهزمت الروم أيضا حتى أنتهت هزيمتهم الى هرقل وهو بانطاكية فاشرف على الشام فقال: السلام عليك يا أرض سورية سلام مودع لا يرى إنه يرجع اليك أبدا. وخرج الى القسطنطينية وقطع مسيرة بين مسروق الدرب في آثار الروم فكان أول من قطع الدرب ودخل بلاد الروم وكم من يوم مثل هذا وأنما ذكرنا المشهور منها. وروي ليزيد بن أبي سفيان بن حرب في ذلك وأمثاله من حرونهم.
لو أبصت أم الحويرث خيلنا ... عشية فحل والمنايا خوافق
عشية القينا الرماح ولم يكن ... لنا ولهم الا السيوف مخارق
أذا ما أثرنا النقع تنفرج لنا ... عماياه الا والنفوس زواهق
تعادى بنا الموتى مرخ رواقه ... مسومة من جانبيه موارق