الروم باليرموك وعليهم أبوا عبيدة وذلك في رجب من سنة خمس عشرة، وكان هرقل بانطاكية وقد أحتشد بكل من تابعه على دينه من الرومية وإلى القسطنطينية وأستمد بكل ما أمكنه، وقدم على الروم باهان فهزمهم المسلمون في يوم ضباب، فمروا بهروة فتساقط منهمثمانون الفاً وأحصوا بعد ذلك بيوم واحد وأصاب المسلمون منهم في المعركة أربعين الفاً. وأتصيب بالقادسية وجلولاء ونهاوند ضعف ذلك وأتصيب بيوم الجمل في البصرة من الفريقين زائد على عشرة الاف وأنما كانت ساعة نهار، وأتصيب بصفين في إحدى الروايتين مائة الف منهم من أهل العراق خمسة وعشرون الفاً والباقون من الشام. وفي رواية أخرى إن الذي أتصيب من ٧٠ الفريقين خمسة وسبعون الفاً، وفي رواية أخرى تسعون الفا. فأما الخوارج بالنهروان فقد تقدم ذكر من أتصيب منهم في بعض نهار وإنه لم ينج منهم الا دون العشرة. فليتأمل متأمل فضل أهل الإسلام على من تقدمهم في الأحوال كلها، فلو قال قائل إنه لم يصب في حروب الجاهلية من يوم السلان إلى إن قام الإسلام بعد إن أتصيب في يوم واحد من أيام المسلمين في أحد هذه الحروب لصدق. ولم نقصد بذكر ما ذكرناه عنهم من قطعهم بالفضل لبيوتات من العرب وغيرها أشرف منها، وبالفروسية لفرسان غيرهم أفرس منهم، ومن التعظيم لأيبام الحروب غيرها أعظم منهما وأشد كناية وأكثر قتلى أضعافاً مضاعفة إلى ما لا يكاد يحصى، وأستشهدنا عليه بما أستشهدنا، وأقمنا عليه من الدلائل ما أقمنا الا توطين للمسامع، وليتقرر في نفسه إن كل ما ذكروا له في الجاهلية شرفاً ففي أهل الإسلام من