للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشرف منه، وكل من سمو له في الجاهلية موقف مشهورة وأيام مذكورة ومساعي عظيمة، ففي أهل الإسلام بحمد الله من مواقفه أشهر ومساعيه وأيامه أعظم، وأنما جعلنا ذلك مثالا لما أردناه وقياس مطرد لما نحوناه من ملك العرب سيف الدولة أيده الله بنصره على كل من تقدم ممن سمي بهذا الأسم في الجاهلية، ومقدمة له وسياقه اليه وشاهدا عادلا عليه وأنما ذهب الرواة في تفضيلهم الملوك المتقدمين هذا المذهب الذي ذهبوا اليه في تفضيل غيرهم ممن لا يجري مجراهم فأعطوهم فوق حقهم من التعظيم وأعدوا لهم أضعاف ما أستحقوه من التبجيل وأعينوا بالفصاحة التي أيدوا بها والبلاغة التي فاتوا الأمم بفضلها، فنطقوا بكل طريفة عجيبة وفاه بكل مستحسة غريبة، وكثروا بها القليل وعظموا بها الصغير، وفاتوا بها من جاء بعدهم، وقدروا من جواهر الكلام وغرائبه ونظمه ونثره على ما لا يقدر عليه سواهم فجاءت أشعارهم وخطبهم وأحاديثهم ومحاورتهم وسيرهم وأمثالهم وكل ما نقل عنهم بالفاظ عليها رونق طلاوة ولها في الأسماع والقلوب عذوبة وحلاوة فانسط اليها المسامع أستغراباً، وتطلعت اليها نفسه أستطرافا وأستحسانا فقالوا من شاءوا وتبعهم الناس عليه الا ترى أنهم كانوا يسجعون السجع الغريب في أمر باطل مستحيل فيستحسن منهم وينقل عنهم ويضربون المثل السائر عن غير شيء، فيتداول ذكره السامعون ويتحدث به المتحدثون مع علمهم بانه مسند إلى باطل موضوع عن غير شيء وأنما ينقله الناقلون عن حلاوة اللفظ،

<<  <   >  >>