فكتب اليهما جميعاً فسار بما كان معهما، وأرسل الى خالد بن زيد القضاعي من بهراء فسار بمن كان معه من قضاعة، وإلى النعمان بن زرعة فسار بمن كان معه من بني تغلب والنمر بن قاسط، وجعل أياس بن قبيصة الملك عليهم وبعث معهم زيد بن عدي بن زيد باللطيمة التي كان يجهزها الى باذان، الى اليمن كل عام. وقالوا: إذا توافت الجنود كلها بأرض بكر بن وائل فجهزو اللطيمة وأبعثوا رسائلكم اليهم فإن دفعوا اليكم مال النعمان وسلاحه ومائة غلام من أبنائهم رهائن على إن لا يفسدوا في البلاد فقبلوا ذلك منهم وناصرفوا عنهم والا فناجزوهم. فبلغ ذلك بكرا فذعروا وجزعوا وشفقوا واجتمعوا ووطنوا أنفسهم على الصب والقتال. وقالت هند بنت النعمان بن المنذر وهي يومئذ فيهم في جوار هانئ بن قبيصة الشيباني:
إلا أبلغ بني بكر الوكا ... لقد جد النذير بعنقفير
فليت الجيش كلهم فداكم ... ونفسي والسرير وذا السرير