للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيف بن جني بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر التغلبي وأولاداً له بلطمة لطمه أبوهم، وجعل رؤوسهم في غرارة على الدهيم، وأرسلها فأتت أهلها، فقالت أمة لهم، عليها بيض. فقال زبان: انظري عم يفرخ البيض، فذهبت مثلا، ثم أخرجت الأمة الرؤوس حتى إذا كان آخرها، فقالت: هذا أخر البر علي القلوص، فذهبت مثلا. وقالت العرب تنسب الميرة ميرة الدهيم، قال الأعرج الطائي:

يقودهم سعد الى بيت أمه ... الا إنما يرجى الدهيم وما يدري

فأجروا اللطيمة وأرسلوا النعمان بن زرعة الى بكر بن وائل يطلبون منهم ما أمرهم كسرى بطلبته، ويعلمونهم إنهم إن لم يفعلوا ناجزوهم، فاستذم منهم وأتاهم يكلمهم وقال لهم: يا بني بكر بن وائل، أنتم طرفاي معا أعمامي وأخوالي، وقد أتاكم ما لا قبل لكم بهم أتتكم أحرار فارس، وقبائل العرب قبيلة منها تقاومكم وتنتصف منكم، فأدفعوا الي سلاح النعمان ورهائنكم ولا تهلكوا أنفسكم. فزجروه وطردوه وقالوا له: أنت الذي حملت كسرى علينا. فانصرف مغضباً فأتاه أخوه عمرو بن زرعة وبشير بن سوادة التغلبي أحد بني جندب بن حارث بن الارقم وهو - ابن سلوة وهي أمه بها كان يعرف - وكانت تحته فلانه بنت زرعة أخت النعمان وعمرو فقالا له: أتريد إن تهلك بكر بن وائل غدا، وتعين عليهم الغلف وما والله لكأنك غداو أنت مزق بين أرماحهم، فإنها طوال حداد عنك منها خبر وأثر في عمك وخالك، ولتجمل بهم صبرا عند البلاء حسنة وجوههم عند الموت. فقال لهما: أتهدداني بهم، لأقسمن غدا نساءهم في عضاريط من معي وصعاليك بني تغلب، فقالا: أنت وذاك. فانصرفا فأتيا بكر فمشيا يحضرانهم،

<<  <   >  >>