ولحق باليمن فأتى ملكها، فسأله إن يبعث معه قوما يقاتل بهم أخاه عمرو بن هند على نصيبه من الملك، فقال له: أختر من شئت فاختار مرادا فسرحهم معه، فلما صاروا بواد يقال له قضيب، تلاومت مراد وندموا على المسير معه، وعزموا على قتله، وكان فيهم هبيرة بن عمرو بن عبد يغوث بن العويل بن سلمة بن بداء بن عامر بن عوبثان المرادي فتمارض، فبلغ ذلك عمرا فأرسل إليه طبيباً فجعل طبيب مكاويه بالنار، ووضعها على أرضه فجعل يقول أصبت موضع الداء حتى كشح بطنه، فسمى بذلك المكشوح. وعاد الطبيب فأخبر عمرا بمرض هبيرة فصدقه، وأطمئن إلى ذلك، وبات تلك الليلة وقد أعرس بجارية من مراد، ومعه امرأة له غسانية. فلما جنهم الليل ثار به هبيرة بن عمرو في مراد، فسمعت الغسانية جلبة الخيل فقالت: يا عمرو أبيت اللعن، سال قضيب بماء أو حديد، فذهبت مثلاً. فقال لها: نامي غيري، فذهبت مثلاً. ثم هجم عليه القوم قثار إلى سيفه وهو يقول:
لقد عرفت الموت قبل ذوقه ... أن الجبان حتفه من فوقه