وكان في مراد غلام أمرد أسمه جعيل بن الحارث، وكان عمرو بن أمامة قد لقيه من قبل ورآه فأعجبه، فقال لهم: نعم وصيف الملك أنت، فلما كان وقت هجوم القوم على عمرو ولقائه إياهم وهو يزجر بهذا الرجز بدره جعيل بن الحارث وهو يقول:
إني وصيف ملك تراني ... أما تراني رابط الجنان
أجبته لبيه إذ دعاني ... أفليه بالسيف إذا أستفلاني
ثم ضربه فقتل وقال رجل من مراد أسمه زنباع في ذلك، وقيل إنها لهبيرة أبن عمرو:
نحن ضربناه على بطنانه ... بالمرخ حيث أذن يرتابه
بكل عضب صارم بعضابه ... يلتهم القرن على أعترابه
ذاك وهذا السيل من شعابه ... نحن أرحنا الناس من عذابه
قلنا به قلنا به قلنا به ... فليأتنا الدهر بما أتى به
ثم عاد مراد إلى بلادها وأخذ جعيل بن حارث قاتل عمرو بن أمامه امرأته الغسانية، وأبنين يافعين كانا له معها، فأتى بهم عمرو بن هند بالحيرة فقال له: أيها الملك، قتلت عدوك وسترت عورتك وحملت إليك ولدك. فقال له: إن لك عندي جزاء، أنت له أهل ثم أمر إن تضرم له النار، وقال القوه فيها، فقال أيها الملك أني كريم فليلقني فيها كريم، فأمر أبنا له وأبن أخ إن يلقياه فيها، فلما أدنيا منها قال: