للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا القسم؟ فكيف لملوكهم؟ وهل سمع للسفهاء يمين أعجب أو أفحش من هذا اليمين! فكيف للملوك الذين هم أهل لرجاحة الأعلام وتهذيب الكلام.

ويقضي ذكر ذلك من فعل النعمان ببني عامر إن نذكر ما يضادده من فعل الملك، ملك العرب سيف الدولة بهذه القبيلة بعينها في عصره فإن عسكر السلطان السعيد ملك شاه بن الب أرسلان رضي الله عنه، وهو الذي دانت له العرب والعجم، ظهرت على بني عقيل ومن معها من قبائل بن عامر بظاهر آمد، في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وإنهزام شرف الدولة مسلم وأسر قريش بن بدران بن كثير المسيب رحمه الله، وأسر من أشرافهم وأعيانهم جلق كثير وعدد جم فيهم جماعة كثيرة من آل المسيب، فاشتراهم سيف الدولة بكل ما كان في خزائنه، ثم كثروا عليه فاشترى بآنيه وحيلة مراكبه، ثم كثروا فاشترى بالكراع والسلاح، ثم كثروا فاقترض من أصحابه وحشده وحاشيته، ومن أمراء الترك وغيرهم، وكساهم وحملهم وردهم وسيرهم حتى الحقهم بقومهم. وسمعت من تحدث إن الترك كانوا يعنفون بأسراهم بالوثائق والضرب ويجنبوهم على الخيل، ويقولون لهم اشتروا أنفسكم فلا يعرفون حيلة إلا إن يقولوا لهم أمضوا بنا الأول معسكر سيف الدولة بن مزيد ليشترينا، فيجلبوهم إلى كما تجلب الأنعام فيشتريهم ويطلقهم إقتداء في ذلك بقول أبيه وجده في اصطناعهم الأمتان عليهم حتى عاتبه أرتق أمير الترك في ذلك، وطلب منه إن يسلمهم إلى فأبى، فهم بمشاغبه وأوعده الركوب إلى وأخذهم قهرا منه، وضايقه أشد المضايقة، وهو مقيم على الامتناع فلامه بعض أصحابه في ذلك وذكر له كثرة عدد من معه وإن ذلك يؤدي الأول سخط السلطان ملك شاه مع طول يده وطاعة العالم له،

<<  <   >  >>