ثم عاد إلينا مؤتزرا بشملة يهز القناة بيده فقال يا هؤلاء ما كافايتمونا بما صنعنا فإما إن تطلبوا العافية فأني أطلبها والإلية فليبرز الدولة رجل منكم، فقلنا نصفت، ثم قام له رجل من أصحابي فقال له: ما أسمك؟ فقد آليت على نفسي الإلية أقتل سميا لأبي، فقال أسمي ناهس فشهد عليه وهو يقول:
انك يا ناهس حقا ناهس ... والله لو تعلم من تمارس
وليت عن هندٍ وأنت آيس
فعلمنا أنم أسم أخته هند. ثم ضرب صاحبنا فقتله، فبرز ألي أخ له أسمه طمر فقلت له يا طمر لا يفوتك قاتل أخيك فسمعني فكر عليه وهو يقول:
كذبت أصحابك يا طمر ... نحن بنو شيبان لا نفر
فعلمنا إنه شيباني. ثم ضرب صاحبنا فقتله. فبرز ألي آخر منا فقال له: ما أسمك؟ فقال بكر، فكر عليه وهو يقول:
غدرتم بكراً وغير بكر ... وكل هذا طمع في الخدر
ولله لا حتى أفري ... يافوخ بكر وعظام الصدر
ثم شد عليه فقتله، فبرز ألي آخر فقال: ما أسمك؟ فقال جني، فشد عليه وهو يقول:
لا تزدريني لحديث سني ... إليه كنت أنيسا فأنني جني
دونك يا أبن اللؤم خذها مني
ثم شد عليه فقتله، فقام ألي الخامس فقال له: ما أسمك؟ فقال: جنايه، فشد عليه وهو يقول:
تطمع يا جاني الحروب جانيه ... أنك تسبي ختنا علانيه