منه مالاً، فأبى أن يقرضهما. فأتيا شمعون أبن أسقف الحيرة يومئذ وهو من بني الحارث بن كعب من ولد أوس بن قلام الذي كان ملكاً بالحيرة من قبل. وفي غير رواية أبي الفرج إنه سملعة بن جابر الأوس بن عمرو بن عامر وأهل بيته ممن كان يعرف بالأحلاف من أهل الحيرة وأبو جابر صاحب مسناة جابر وعمه حيان الذي قيل١٦٠ فيه:
شتان ما يومي على كورها ... ويوم حيان أخي جابرِ
قال فأقام النعمان وعدي عنده ثلاثة أيام يذبح عليهما ويسقيهما، فلما كان في اليوم الرابع قال لهما: ما تريدان؟ فقال له عدي بن زيد: نريد أن تقرضنا أربعين الف درهم يستعين بها النعمان على أمره بباب كسرى. فقال: لكما عندي ثمانون الفاً فقال له النعمان لا جرم، لا جرى لي " درهم " إلا على يديك إن أنا ملكت. فأين ثروة ملك يأتي بعض رعيته قاصداً إلى منزله ليستقرض منه أربعين الف درهم يستعين بها على الوصول إلى الملك فيدفعه ولا يقرضه ويحترم قصده فيقصد آخر فيقيم عنده، ويتحرم بطعامه حتى أقرضه ما أراد، من ثروة ملك تبلغ جوائز وفده وهباته وعطاؤه وصلاته وأقطاعه وخلعه وقيمة الخيل التي يحمل عليها ومراكبها في كثير من الايام أربعين الف دينار؟
هو البحر من أيِّ النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجواد ساحله