فجاءت حية منكرة فقلت: لعلها تنهشه فاستريح منه، فدنت من رجله وهمت بلسبه، فكف رجله فدنت من الاخرى حتى قلت ها هي ناهشته فكفها: فدارت الى عند يديه فدنت من أحداهما فكفها، ثم دنت من الاخرى فكفها، فمالت الى العسَّ فعبّت فيه حتى ثملت، ثم قاءت فيه فقلت الان يقوم فيشربه فيتفسخ، فاستريح منه فمد رجله فضربه فأراقه. فسمع سدوس الحديث وعرف مكانهما، وانصرف يطلب رفيقه ضليعاً فوجده قد سبقه الى الحارث فاخبره إن القوم حذرون مستعدون، وإن نارهم تضرم لانه قد كان رأى النار. فلما جاء سدوس فقال له الحارث قد أتاني الخبر قبلك فقال سدوس:
أتاك المرجفون برجم غيب ... وجئتك بعد بالخبر اليقين
فمن يك قد أتاك بأمر لبسٍ ... فقد آتي بامر مستبين
ثم أخبره الخبر وأراه اللحم والتمر، فاكل من التمر، وقال: هذا تمر كنت خلفته في أهلي، ثم هجموا على القوم فضرب سدوس النعمان بن الهبولة فقتله وسلبه الحارث فنازعه سدوس سلبه حتى كاد كل واحد منهما إن يقتل صاحبه وأخذ الحارث أمرأته هنداً وأنشأ يقول: