المأمور به من وسائله فهو داخل في المأمور، ومترتب عليه ما فيه من الخيرات والأجور. لا يقوم الجهاد إلا بتعلم العلوم الحربية، والتفنن بالفنون العسكرية، والتدريب على القوة والشجاعة، والحزم في أمور الحرب وعدم الإضاعة. قال الله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}[الأنفال: ٦٠] تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية على- المنبر، وحث الناس على العمل بها وقال:«ألا إن القوة الرمي ثلاث مرات» ، وقال صلى الله عليه وسلم حاثا لأمته على القوة والشجاعة والتدريبات العسكرية ووسائلها:«ارموا واركبوا، وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا» .
يا عجبا لنا معشر المسلمين كيف أهملنا هذا الأصل العظيم من أصول ديننا، وكيف ضيعنا هذا الفرض الذي لا تستقيم الأمور إلا به، تجدنا لا نحسن الرمى والركوب ولا فنون الجهاد، وليس عندنا اهتمام بتنظيم الجيوش التي تحمي الدين والبلاد، بهذا يقع التخاذل والضعف والهوان، وبهذا يتسلط علينا الأعداء في كل مكان، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا