يرفعه حتى تراجعوا دينكم» ، أخبر صلى الله عليه وسلم أن الناس إذا اشتغلوا بالدنيا وانكبوا على أسبابها، وأهملوا الاستعداد للجهاد، وأخذ الحذر من عدوهم- وقع في قلوبهم الجبن والوهن والضعف، وسلطت عليهم الأعداء. لقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم. فعلى المسلمين أن يتوبوا إلى ربهم، ويستدركوا أمرهم، ويستعدوا لعدوهم بكل ما استطاعوا من قوة مادية وقوة معنوية. ومن أهم الأمور في هذه الأوقات تعلم النظم الحربية والفنون العسكرية، التي تهيئ للمسلمين جيشا مخلصا منظما مدربا تتم به حماية الدين، ويوقف المعتدين عند حدهم، ويرهب الكافرين، ولا يكونون عالة على غيرهم، عزلا من السلاح والتعاليم النافعة والاجتهاد، فإنه لا تحصل القوة إلا بتنظيم الجيوش وتدريبها على الشجاعة وفنون الحرب والجهاد، ومقاومة الأعداء لحماية الدين والبلاد.
فاجتهدوا- رحمكم الله- في تحقيق هذا الأصل الذي أهملتموه، وتعلموا وعلموا أولادكم هذا الفرض الذي طالما أضعتموه، لعل الله يمدكم بعونه وعنايته، ويحفظكم بلطفه وحفظه ورعايته. قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد: ٢٥]