[ثبوت صفة الصمدية لله تعالى في الكتاب والسنة وإجماع أهل السنة]
وقد ثبتت هذه الصفة الجليلة لله عز وجل في الكتاب، والسنة، وإجماع أهل السنة.
أما بالكتاب: فقوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص:٢].
وأما من السنة: فما جاء في الحديث القدسي: أن الله عز وجل قال: (يشتمني ابن آدم، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد)، فهذا صريح بأن من أسماء الله تعالى: الصمد.
فالصمد اسم من أسماء الله يتضمن صفة الكمال، وهي صفة الصمدية، فكيف يعبد المرء ربه بهذه الصفة الجليلة بعدما يعرف معناها؟ إن الصمد هو: الذي يصمد إليه أو يقصده العباد في حوائجهم، وفي كل نازلة تنزل بهم، فيرفع العبد يديه بتضرع وتذلل لله جل في علاه، مستحضراً هذه الصفة الجليلة، ومستشعراً بأن الله هو المقصود في كل الحوائج، وأن الله جل في علاه هو الذي يربي عباده بتفريج كربهم، وإعطائهم ومنحهم كل ما يحتاجون.