إن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيم الله، ومن استهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حكم الله عليه بأنه كافر.
والكفر نوعان: كفر نوع، وكفر عين، فكفر النوع: أن تقول: القول قول كفر، والفعل فعل كفر، والقائل والفاعل ليسا بكافرين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما)، والعياذ بالله.
فكفر النوع لا يكفر القائل والفاعل حتى تقام عليهما الحجة، وتزال عنهما الشبهة، والذي يقيم الحجة رجل عالم، أو طالب علم يعلم هذه المسألة ويتقنها.
أما كفر العين فهو الذي لا يحتاج إلى إقامة حجة بل هو يكفر عيناً، وهذه لا تكون إلا بدليل أسطع من شمس النهار قد بينه الله جل في علاه، بأن يكون كفراً بواحاً صريحاً لا تستطيع أن ترده، أو تقول: لا بد أن تقام عليه الحجة.
ومنها: المعلوم من الدين بالضرورة، كمن استحلَّ وطأ الأم فهذا كفر عين؛ لأنه تكذيب لله، والله يقول:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء:٢٣].
وكذلك: سب الرسول والاستهزاء به لا يحتاج إلى إقامة حجة، والدليل على ذلك: قول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}[التوبة:٦٥ - ٦٦].