الخلق نوعان: خلق إيجاد من عدم، وخلق تحويل من صورة إلى أخرى، أما الخلق الذي هو إيجاد من عدم فينفرد الله به اتصافاً كاملاً، فقد خص الله نفسه بالانفراد بالخلق والإيجاد من عدم، كما قال الله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}[الصافات:٩٦]، وقال الله تعالى:{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}[الإنسان:١]، ثم أخبر جل وعلا أنه خلق الإنسان، وجعل له السمع والبصر والفؤاد ليعقل به.
والنوع الثاني من الخلق: هو تحويل من صورة إلى صورة: كتحويل الخشب إلى باب أو نافذة، أو تحويل الحديد إلى سيارات مثلاً، فهذا تحويل من صورة إلى صورة ويسمى: خلقاً، وهذا الذي يحل به الإشكال الوارد في قول الله تعالى:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون:١٤]، فكأن الله جل وعلا يقول: مع الله خالق، وهذا ليس على الإطلاق، بل هو: تحويل صورة إلى أخرى وهذا يسمى: خلقاً، ولذلك وصف الله به بعض عباده، وهذه الصفة تتعلق بالإنسان ونقصه وفقره، أما الخلق الذي يتصف به الله فإنه يليق بجماله وكماله وبهائه وعظمته وقوته سبحانه وتعالى، فهو الذي انفرد بالإيجاد من عدم.