[ثبوت صفة الحمد لله تعالى بالكتاب والسنة والإجماع]
الحمد صفة ثبوتية ذاتية ثبتت لله جل في علاه بالكتاب وبالسنة وبإجماع أهل السنة، قال الله تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}[البقرة:٢٦٧]، وجه الدلالة من الآية: أن الله سمى نفسه الحميد، وهذا الاسم يتضمن صفة كمال، وهي صفة الحمد.
وقال الله تعالى:{وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:١٥].
وفي السنة جاء في الحديث المتفق عليه الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود والصحابة كيف يصلون عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخره:(إنك حميد مجيد)، وهذه أيضاً تسمية لله في علاه تتضمن هذه الصفة، ومعناها: هو المحمود على كل حال سبحانه وتعالى، وهذه الصفة صفة كمال وجلال وبهاء وعظمة، فإن الله يحمد على صفات الكمال والجلال والقوة والجبروت والعزة، ويحمد عباده جل في علاه على القليل من العمل بفضل منه ونعمة، فهو يحب العبد الشاكر، ويحمد العبد الشاكر، ويحمد عمل العبد القليل فيثيبه عليه، وأحب عباد الله إلى الله الذين يشكرون، كما بين الله جل في علاه مادحاً نوحاً:{إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}[الإسراء:٣]، وقال عن إبراهيم عليه السلام:{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ}[النحل:١٢١]، فإن الله يحب العبد الشكور، ولذلك جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن الله يحب من أحدكم إذا أكل أن يحمد الله على ذلك، وإذا شرب أن يحمد الله على ذلك) فإن الله يحب ذلك من العبد؛ لأنه محمود ويحمد ويحب هذه الصفة، ولذلك المتعبد لله بهذه الصفة يقول: علي أن أحمد الله، وأتدبر نعائم الله، فأشكر ربي وأثني الثناء على المنعم سبحانه وتعالى، والشكر يدخل مع الحمد إذا انفرد أحدهما عن الآخر، فيحمد الله جل في علاه على كل نعمة، وأجل النعائم التي لا بد للإنسان لزاماً أن يحمد الله عليها: نعمة الإسلام، ثم نعمة الإيمان، ثم نعمة العلم، ثم نعمة الجهاد، ثم نعمة النفقة، ثم نعمة الطاعة، هذه النعائم التي تحتاج إلى الحمد.