للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحرك بحركة الهمز الحرف الذي قبله حال كون هذا الحرف ساكنا؛ أي انقل حركة الهمز إلى الحرف الساكن قبله واحذف الهمز؛ ليكون اللفظ أيسر في النطق على القارئ مما كان عليه قبل النقل وحينئذ يتحرك الحرف الساكن بحركة الهمز،

فيكون مفتوحا إذا كان الهمز مفتوحا، ويكون مكسورا إذا كان الهمز مكسورا، ويكون مضموما إذا كان الهمز مضموما، وقد تقدمت الأمثلة.

ومما يجب أن تتنبه له: أنك إذا نقلت حركة الهمز المتطرف إلى الحرف الساكن قبله وحذفت الهمز في نحو: المرء، ملء، دفء. صار الحرف الذي نقلت إليه حركة الهمز متطرفا فتسكنه للوقف، وحينئذ يكون السكون الموجود عند الوقف عارضا غير السكون الموجود في الوصل، والفرق بينهما: أن الذي كان في الوصل هو الذي بنيت عليه الكلمة، فيكون أصليّا، والذي في الوقف: هو الذي عدل عن الحركة إليه، فيكون عارضا جيء به لأجل الوقف؛ إذ لا يجوز الوقف بالحركة. ولهذا يجوز الروم والإشمام في المرفوع، ويجوز الروم في المجرور؛ باعتبار أن الحرف الذي قبل الهمز أصبح متحركا وإنما سكن لأجل الوقف.

وأما النوعان الرابع والخامس: فسيذكر الناظم حكمهما في الأبيات الآتية. وقد يقال:

إن كلمة (ما) في قول الناظم (وحرك به ما قبله متسكنا) من صيغ العموم فتتناول الأنواع الخمسة للهمز المتحرك الذي قبله ساكن، فما الذي يدلنا على أن الناظم أراد بقوله: (ما قبله متسكنا) هذه الأنواع الثلاثة فحسب؟

ونقول: إن الذي دلنا على ذلك استثناؤه النوعين: الرابع والخامس في قوله: (سوى أنه من بعد ما ألف جرى) الأبيات الثلاثة، والله تعالى أعلم.

٢٣٨ - سوى أنّه من بعد ما ألف جرى ... يسهّله مهما توسّط مدخلا

٢٣٩ - ويبدله مهما تطرّف مثله ... ويقصر أو يمضي على المدّ أطولا

هذا هو النوع الرابع من أنواع الهمز المتحرك الواقع بعد ساكن، ولما كان حكمه مخالفا حكم الأنواع الثلاثة السالفة، مع وقوع الهمز فيه محركا بعد ساكن كوقوعه فيها استثنى الناظم هذا النوع وبين حكمه فقال: (سوى أنه إلخ) فكأنه قال: انقل حركة

<<  <   >  >>