للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مرسومة ياء في المصاحف وهي: لَدَى الْحَناجِرِ في غافر وهذه الكلمة اسم وقد رسمت بالياء في أكثر المصاحف ورسمت في بعضها بالألف. ولم يعلم أصل هذه الألف فامتنعت إمالتها. وأما لدا الباب في يوسف؛ فمرسوم ألفا في جميع المصاحف، وزكي وهو فعل وذلك في قوله تعالى ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً في سورة النور فهو مرسوم بالياء في المصاحف ولكنه لا يمال؛ لأن ألفه منقلبة عن واو پ لأنه يقال: زكا يزكو زكوت.

فمنعت الألف من الإمالة إشارة إلى أن أصلها الواو. وأما الكلمات الثلاثة الباقية فهى حروف وهي:

حتى إلى على. فلا تمال ألفها؛ لأن الحروف جامدة وألفها مجهولة الأصل فلا موجب لإمالتها.

ثم بين الناظم أن كل ألف وقعت ثالثة في الكلمة ولاما لها وهي منقلبة عن واو فزادت الكلمة على ثلاثة أحرف؛ فإن ألفها بسبب هذه الزيادة تكون منقلبة عن ياء فتدخلها الإمالة والزيادة تكون بتضعيف الفعل نحو: زكّى نجّى. بتشديد الكاف والجيم وبحروف المضارعة نحو:

يَرْضى * تُتْلى * يُدْعى. وبالحروف الزائدة الدالة على التعدية أو غيرهما نحو: أنجي اعْتَدى * اسْتَغْنَى* اسْتَعْلى فَتَعالَى* ابْتَلى. وقد يجتمع في الكلمة حرف المضارعة والتضعيف نحو: يَزَّكَّى* وقد يجتمع فيها الحرف الزائد والتضعيف نحو: تَزَكَّى* تَجَلَّى*. وقد يجتمع فيها حرف المضارعة والحرف الزائد والتضعيف نحو: يَتَزَكَّى*.

والدليل على أن هذه الألف منقلبة عن ياء فيما ذكر أنه يقال: زكّيت نجّيت. هما يرضيان ويدعيان والآيتان تتليان. ويقال: أَنْجَيْنَا* اعْتَدَيْنا استغنيت، استعليت، ابتليت، تعاليت. وهما: يزكّيان، وتزكّيا، ويتزكّيان. فتظهر الياء عند إسناد الفعل إلى ألف الاثنين، أو نون المتكلم، أو تاء الفاعل فحينئذ يصير الفعل يائيّا فتمال ألفه، ومن ذلك:

أفعل في الأسماء نحو: أزكى أدنى أربي أعلى، الأدنى الأعلى؛ لأن لفظ الماضي في ذلك كله تظهر فيه الياء إذا أسندت الفعل إلى تاء الضمير. فتقول: أدنيت، أزكيت، أربيت، أعليت. قال العلامة أبو شامة: فقد بان أن الثلاثي المزيد يكون اسما نحو: أَدْنى *.

ويكون فعلا ماضيا نحو: (أنجى). ويكون فعلا مضارعا مبنيا للفاعل نحو: يَرْضى *.

وللمفعول نحو: يُدْعى فَانْتَهى.

قال ابن القاصح والناظم: لم يمثل للفعل المضارع ولا للاسم. فإن قيل:

<<  <   >  >>