الكسر موصلا) وفي وإِسْراراً ومِدْراراً* في قوة الاستثناء من قوله:(ولم ير فصلا ساكنا ... إلخ).
ثم بين الناظم علة تفخيم الراء المكررة فقال (حتى يرى متعدلا) وذلك أن الراء الثانية مفخمة؛ إذ لا موجب لترقيقها والراء الأولى وجد سبب ترقيقها وهو كسر ما قبلها ولكنها فخمت ليتعدل اللفظ بتفخيم الراءين لما فيه من الانتقال من تفخيم إلى تفخيم فيكون أيسر في النطق.
والمعنى:(الجلة) جمع جليل. و (أعمر) أفعل تفضيل من العمارة ضد الخراب.
و (أرحلا) جمع رحل وهو المنزل، منصوب على التمييز، وهذا أيضا من جملة المستثنى من الراء التي حال بينها وبين الكسر حائل غير حصين لا يمنع ترقيقها وقد اختلف الرواة عن ورش في ست كلمات مخصوصة وهي: ذِكْراً*، سِتْراً، إِمْراً، وِزْراً، حِجْراً*، وَصِهْراً. فروى عنه جمهور أهل الأداء التفخيم فيهن. وروى عنه البعض الترقيق فيهن. والوجهان عنه صحيحان، والأول مقدم في الأداء وأما نحو (سرّا) من كل ما كان الساكن قبل الراء مدغما فيها فلا خلاف عن ورش في ترقيقها حيث إن المدغم والمدغم فيه كالشيء الواحد فكأن الراء وليت الكسرة. وأشار الناظم بقوله:(أعمر أرحلا) إلى رجحان التفخيم في الكلمات المذكورة؛ لأن عمارة الرحل وهو المنزل توزن بالعناية به والتعاهد له.
٣٤٧ - وفي شرر عنه يرقّق كلّهم ... وحيران بالتّفخيم بعض تقبّلا
المعنى: يرقق جميع الرواة عن ورش الراء الأولى المفتوحة في بشرر في قوله تعالى إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ في سورة وَالْمُرْسَلاتِ وصلا ووقفا، وهذا مخالف للأصل المتقدم وهو أن سبب الترقيق وجود كسر قبل الراء، وأما هنا فسببه وجود كسر بعدها، وأما الراء الثانية: فترقق للجميع؛ لأنها مكسورة؛ وإذا وقف غير ورش على بِشَرَرٍ فخم الراء الأولى وله في الثانية وجهان السكون المحض مع التفخيم والروم مع الترقيق، وإذا وقف ورش عليها رقق الراءين معا مع السكون المحض أو الروم في الثانية، ثم بين أن بعض أهل الأداء عن ورش تقبل عن ورش لفظ حَيْرانَ بتفخيم الراء أى أخذه ونقله عنه، ومفهوم هذا: أن البعض الآخر رواه عنه بالترقيق على الأصل. وهذا مستثنى من