علامة للجزم.
الثاني- ما كان سكونه علامة للبناء.
الثالث- ما يكون همزه أخف من إبداله.
الرابع- ما إبداله يلبسه بغيره.
الخامس- ما يخرجه الإبدال من لغة إلى أخرى. وقد بين الناظم ذلك كله على هذا الترتيب.
فأما النوع الأول: وهو ما كان سكونه علامة للجزم فوقع في الفعل المضارع الذي يكون آخره همزة ساكنة في ستة ألفاظ، وقد ذكرها الناظم في البيت الثاني.
أولها: تسؤ في ثلاثة مواضع تَسُؤْهُمْ* في آل عمران والتوبة، تَسُؤْكُمْ بالمائدة.
ثانيها: نَشَأْ* في ثلاثة مواضع إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ بالشعراء إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ في سبأ وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ، في يس، فقوله: (تسؤ) ونَشَأْ* ست: يعني أن تسؤ في ثلاثة مواضع، ونشأ في مثلها، فاللفظان في ست كلمات.
ثالثها: يشأ بالياء في عشرة مواضع: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ* بالنساء، والأنعام، وإبراهيم، وفاطر إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ بالشورى إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أو إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ كلاهما في الإسراء مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ ووَ مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ كلاهما بالأنعام فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ بالشورى. ولا يخفى أن مَنْ يَشَأِ اللَّهُ، فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ لا يظهر السكون فيهما إلا عند الوقف.
رابعها: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ بالكهف.
خامسها: أَوْ نُنْسِها في البقرة.
سادسها: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ في النجم. ولم يستثن الناظم وَإِنْ أَسَأْتُمْ في الإسراء؛ لأن سكون الهمز ليس للجزم؛ لأنه فعل ماض، بل السكون لاتصال الفعل بضمير الفاعل، فيبدل للسوسي وكذلك يبدل إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ بيوسف.
٢١٨ - وهيّئ وأنبئهم ونبّئ بأربع ... وأرجئ معا واقرأ ثلاثا فحصّلا
المعنى: هذا هو النوع الثاني وهو ما كان سكونه للبناء، وقد وقع ذلك في فعل الأمر في إحدى عشرة كلمة: وَهَيِّئْ لَنا بالكهف، أَنْبِئْهُمْ في البقرة، نَبِّئْنا بيوسف، نَبِّئْ عِبادِي بالحجر، وَنَبِّئْهُمْ* بالحجر والقمر، أَرْجِهْ* بالأعراف والشعراء، اقْرَأْ* بالإسراء، وموضعين بالعلق. فجميع ما كان سكونه للجزم أو للبناء مستثنى من الإبدال للسوسي فيقرؤه بتحقيق الهمز كغيره من القراء.
٢١٩ - وتؤوى وتؤويه أخفّ بهمزة ... ورئيا بترك الهمز يشبه الامتلا