للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - «أخى هاك علما حازه غير خاسر» ٢ - «إن غاب عنى حبيبى همنى خبره» والعبارة الأولى أدق من حيث ترتيب مخارج تلك الأحرف من الحلق، فمن أقصى الحلق تجاه الجوف تخرج «الهمزة والهاء»، ومن وسط الحلق تخرج «العين والحاء»، ومن أدنى الحلق بالقرب من الحنك ومن منبت اللسان تخرج «الغين والخاء».

سببه: بعد مخرج النون الساكنة وهو طرف اللسان عن مخرج هذه الحروف وهو الحلق. ولذلك نلحظ أن إظهار النون يزداد وضوحا كلما ازداد بعد مخرج الحرف الحلقي عن مخرج النون، فيكون أشد إظهارا مع حرفي أقصى الحلق «الهمزة والهاء»، ويكون متوسطا مع حرفي وسط الحلق «العين والحاء»، ويكون أدنى مرتبة مع حرفى أدنى الحلق «الغين والخاء».

والخلاصة: أن حالة الإظهار «هي الحالة التي لا تتأثر فيها النون الساكنة أو التنوين بما يتلوها مباشرة من حروف، ولا تؤثر فيها أيضا تلك الحروف وذلك لبعد مخرجها عن مخرج النون» (١).

فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة أو التنوين وجب إظهار صوت النون الساكنة أو التنوين بحيث يقرعهما اللسان عند مخرج النون، ويسمى ذلك حينئذ إظهارا حلقيا.

ونلاحظ أن الأمر يحتمل أن يقع بعد النون الساكنة أحد هذه الأحرف الحلقية فى كلمة واحدة نحو (ينئون) أو في كلمتين نحو (من أحد)، أما بالنسبة للتنوين فالأمر يختلف حيث أن التنوين نون زائدة متطرفة دائما أي أنها آخر ما يتلفظ به من الكلمة، لذا فإنه من المستحيل أن يقع بعدها أحد الأحرف الستة في نفس الكلمة بل يلزم أن يكون أول الكلمة التي تليها نحو (رسول أمين)، (وفريقا حق)


(١) التجويد القرآني: أ. د. محمد صالح الضالع، ص ١٥.

<<  <   >  >>