الإخفاء لغة: الستر. يقال أخفى الغمام الشمس أي سترها فحجبها عن الأعين. واصطلاحا:(هو حالة بين الإظهار والإدغام) فلا يماثل «الإظهار» في تحقيق النطق بالنون تحقيقا كليا ولا يماثل «الإدغام» الذي يقتضي المماثلة التامة بين المدغم والمدغم فيه.
كيفيته: عند تطبيق الإخفاء يجب ألا نلصق اللسان بالثنايا العليا، وإنما يكون اللسان قريبا منها، غير ملتصق بها، وفى نفس الوقت نحرص على أن نجعله قريبا من مخرج حرف الإخفاء حتى يظهر صوت حرف الإخفاء فى الغنة.
حروفه: خمسة عشر حرفا يضمها البيت التالي، ونجدها في الحرف الأول من كل كلمة من كلمات البيت:
صف ذا ثناكم جاد شخص قد سما ... دم طيبا، زد فى تقى، ضع ظالما
قلنا إن الاخفاء حالة بين «الإظهار» و «الإدغام»، فلماذا كان الإخفاء وسطا بينهما؟ ويجيب عن ذلك ابن الجزري فيقول «وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف (يقصد الخمسة عشر حرفا السابقة) كقربهما من حروف «الإدغام» حتى يجب إدغامها فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف «الإظهار» فيجب إظهارهما عندهن من أجل ذلك. فلما عدم القرب الموجب «للإدغام» والبعد «الموجب» للإظهار «أعطيا حكما»«متوسطا» بين «الإظهار» و «الإدغام»(١).