ترقيق الحروف وتفخيمها ليس أمرا اختياريا يحق لكل إنسان أن يأتيه علي الوجه الذي يراه ويتوافق مع مزاجه الخاص، بل هو أمر يرجع الحكم فيه لأحكام اللغة التي استخلصها العلماء من دراستهم للغة العرب، فقد درسوا حروف الهجاء حرفا حرفا مخرجا، وصفة، وصوتا، وخرجوا من ذلك بأن من الحروف الهجائية ما يستحق التفخيم أبدا، ومنها ما يلزم الترقيق أبدا، ومنها ما يجوز فيه الوجهان.
[أولا: التفخيم:]
التفخيم لغة: التسمين. واصطلاحا: هو الإتيان بالحرف غليظا يمتلئ الفم بصداه حروفه: حروف الاستعلاء كلها (خص ضغط قظ) وهو صفة لازمة في تلك الحروف، ولكنه في الحروف التي تفخم أحيانا «بشروط» وترقق أحيانا أخري «بشروط» وهي (اللام والراء والألف) يعد من الصفات العارضة.
وعند دراستنا لصفات الحروف قلنا إن أقوي الحروف حروف الإطباق، لما فيها من صفتي الإطباق والاستعلاء. وفي ذلك يقول ابن الجزري:
وحروف الاستعلاء فخم واخصصا ... الإطباق أقوى نحو قال، والعصا
وقد رتب الحروف من ناحية قوتها ترتيبا تنازليا فجعل الحرف الأول من كل كلمة من الكلمات السبع الأوائل من البيت التالي تمثل في ترتيبها أقوي الحروف ثم الأضعف فالأضعف وهكذا حتى ينتهي ترتيب حروف الاستعلاء السبع: