للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨ - ومنه الوقف على: وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ ويبتدئ رَأَيْتَ نَعِيماً [الإنسان: ٢٠] يقول ابن الجزري وليس بشيء، لأن الجواب بعده، و «ثم» ظرف لا يتصرف فلا يقع «فاعلا» ولا «مفعولا» وغلط من أعربه مفعولا لرأيت أو جعله محذوفا والتقدير إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

٩ - ومن الوقف على قوله كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ ثم الابتداء عِلْمَ الْيَقِينِ يقول ابن الجزري:

«فإن ذلك وما أشبهه تعنت وتعسف لا فائدة فيه، فينبغي تجنبه لأنه محض تقليد، وعلم العقل لا يعمل به إلا إذا وافق النقل. فعليك بمراعاة ما نص عليه أئمة هذا الشأن، فهو أولي من اتباع الأهواء والله الموفق للصواب».

قال العلماء: يدخل الواقف على هذه الوقوف المنهي عنها في عموم قوله صلى الله عليه وسلم في حق من لم يعمل بالقرآن: (ربّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه. أ. هـ.).

[وقف المراقبة]

ويسمى أيضا وقف «المعانقة» أو «التعانق» وعلامته بالمصحف «» بحيث تكون كل ثلاث نقاط أعلى يسار الكلمة المراد الوقف عليها أو عدم الوقف عليها ويكون ذلك إذا تعانق وقفان في موضعين متقاربين أو متتاليين في آية واحدة فلا يصح للقارئ أن يقف على كل منهما، ولكن إذا وقف على أحدهما امتنع الوقف على الآخر لئلا يختل المعنى كمن أجاز الوقف في أوائل سورة البقرة على قوله تعالى «لا ريب» فإنه لا يجيز الوقف على قوله «فيه» والذي يجيز الوقف على «فيه» لا يجيزه على «لا ريب» لما يسببه اجتماع الوقفين من خلل في المعنى. وفي سورة البقرة أربعة مواضع لوقف المعانقة. وهو في عموم القرآن كله «خمسة وثلاثون» موضعا فمن أرادها مفصلة فعلية بكتب الوقف والابتداء كالأشموني والسجاوندي وأول من نبه على وقف المراقبة الإمام أبو الفضل الرازي.

<<  <   >  >>