يقول ابن الجزري في التمهيد: والكافي يتفاضل في الكفاية كتفاضل التام، فمن المقاطع التي بعضها أكفى من بعض قوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ
وقد يكون الوقف كافيا على قراءة. ويكون موضع الوقف موصولا على قراءة أخرى كما في قوله تعالى: يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ فمن قرأ بفتح همزة (وأن الله) وصل ما قبلها بما بعدها ولم يقف.
ومن قرأ بكسرها على الاستئناف وقف على (وفضل) وبدأ بما بعدها وهو قوله تعالى (وإن الله).
وقد يكون الوقف كافيا تبعا لتأويل المعنى عند بعض المفسرين، ويكون غير كاف على تأويل آخرين كما في قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ* وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ ... [البقرة: ١٠٣].
فمن جعل (ما) من (وما أنزل) نافية وقف علي (السحر) وكان وقفا كافيا ومن جعلها (اسم موصول) بمعني (الذي) وصل ولم يقف. وكقوله: فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ فإذا اعتبرنا الهاء من كلمة (عليه) تعود على الصديق أبي بكر رضي الله عنه وقفنا عليها وكان الوقف كافيا وهو قول سعيد بن جبير قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تزل السكينة معه (أي لم يصبه اضطراب ولا خوف) ومن جعل الهاء للنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن الوقف كافيا ووجب الوصل.