للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إذا قيل له: فلم اختلفت الصفات فقيل عالم وقيل قادر وقيل حي قال: لاختلاف المعلوم والمقدور.

وحكى عنه جعفر بن حرب أنه كان لا يقول أن الله - سبحانه - لم يزل سميعاً ولا بصيراً لا على أن يسمع ويبصر لأن ذلك يقتضي وجود المسموع والمبصر.

٢ - فأما النظام فإنه كان ينفي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر وصفات الذات ويقول: إن الله لم يزل عالماً حياً قادراً سميعاً بصيراً قديماً بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة وسمع وبصر وقدم وكذلك قوله في سائر صفات الذات.

وكان يقول: إذا ثبت البارئ عالماً قادراً حياً سميعاً بصيراً قديماً أثبت ذاته وأنفي عنه الجهل والعجز والموت والصمم والعمى وكذلك قوله في سائر صفات الذات على هذا الترتيب.

فإذا قيل له: فلم اختلف القول عالم والقول قادر والقول حي وأنت لا تثبت إلا الذات فما أنكرت أن يكون معنى عالم معنى قادر ومعنى حي قال: لاختلاف الأشياء المتضادات المنفية عنه من الجهل والعجز والموت فلم يجب أن يكون معنى عالم معنى قادر ولا معنى عالم معنى حي.

وكان يقول: إن قولي: عالم قادر سميع بصير إنما هو إيجاب التسمية ونفي المضاد.

وكان إذا قيل له: تقول إن لله علماً؟ قال: أقول ذلك توسعاً وأرجع إلى تثبيته عالماً وكذلك أقول: لله قدرة وأرجع إلى إثباته قادراً.

وكان لا يقول: له حياة وسمع وبصر لأن الله - سبحانه - أطلق العلم فقال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: ١٦٦] وأطلق القوة فقال: {أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت: ١٥] ولم يطلق الحياة والسمع والبصر.

وكان يقول: إن الإنسان حي قادر بنفسه لا بحياة وقدرة كما يقول في البارئ - سبحانه - ويقول: إنه عالم بعلم وأنه قد يدخل في الإنسان آفة فيصير عاجزاً ويدخل عليه آفة فيصير ميتاً.

٣ - وأما ضرار بن عمرو فكان يقول: أذهب من قولي أن الله - سبحانه - عالم إلى نفي الجهل ومن قولي قادر إلى نفي العجز وهو قول عامة المثبتة.

٤ - وأما معمر فحكى عنه محمد بن عيسى السيرافي النظامي أنه كان يقول: إن البارئ عالم بعلم وأن علمه كان علماً له لمعنى وكان المعنى لمعنى لا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>