فأبى، أنشدت قول بعض المحدثين فيما بيني وبين نفسي فما هو إلاّ أن أَمِرَّه ببالي، وقد جاءت العبرات:
ولتطلعن الشمسُ بعد فراقِنا ... بيضاء لم تأسفْ على فقداننا
كم من غداة يُستطاب نسيمُها ... ويد البِلى تقضي على أبدانِنا
[الأعشى]
واسمه: ميمون بن قيس، وكان يقال: صناجة العرب، لكثرة ما تفنن في شعره، وهو أحد الأربعة الذين وقع الاتفاق على أنهم أشعر العرب، وقد تقدّم ذكرهم، وهو على ساقة الجاهليين ومقدمة المخضرمين، وكان قد أدرك المبعث ومدح المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلّم، إلا أنه لم يُرزَق الإسلام، فمن أمثاله السائرة قوله في الخمر:
وَكَأْسٍ شَرِبْتُ على لَذةٍ ... وَأخْرَى تَداوَيْتُ مِنْهَا بِهَا