أعادَنا الله للالتقاء فما أرقَّ نسيمَه، وَألذَّ نَعِيمَهُ، أسأل الله أن ينتقم من أيام الوداع، برَدِّ أيام الاستمتاع بالاجتماع، أعانَ الله على تعجيل الأَوْبة، وتخفيف أيام الغَيبة، جمعَ اللَّهُ شمل سُروري بِكَ، وعَمُرَ عمري بالنظر إليك، والله يطيل مدتك، ويَحرسُ مودَّتك، جعل الله باقي عيشي مَعَكَ، وأهَلَني للنظر إلى لألاءِ غُرّتِكَ.
الجوابُ عن وَصفِ الشَّوق
شكوتُ الشَّوْقَ فكأنما عًبّرت عن قَلبي، وقرأتُ وَصفَه من صحيفةِ صَدري، ذكرتُ الشوقَ فهيجت ما يهيجهُ تغريدُ الأطيارِ بالأسحار، والوقوف بَعْدَ الأحباب على الديارِ، أما شكوى الشوق فقد شكوت إلى شاكٍ، وتوجَّعت إلى مُتَوجِّع باكٍ، أما وَصفُك الشوق فهو عبارة عن أحشائي لو نطقتْ، وتعبير رُؤياي لو صَدَقتْ.
إهداءُ السلامِ
أهدي السلام غضاً طَريّاً، وَوَرداً جنياً، أحمِل سلامي عليه أنفاسَ الشمالِ، وطالما تردَّدَت بين مُحِبِّ ومحبوبٍ، واستودعتهُ نسيمَ الصَّبا، فنِعم السفير بين شائقِ ومشوق، وسلام كأنفاسِ الأحباب بل كأيام الشبابِ، فلان مخصوص بالمحاسن، أخُصه من السلام، بأوفرِ الأقسامِ، فَأجزل السّهام، واستديم الله مُدته بقاءَ الليالي والأيام، أخصه من السلام بما يضاهي محاسنه كثرةً، وأشكو قلقاً لفراقه وحَسْرةً، سلامي عليه كأيامي عنده نضرة، وأياديه عندي كثرة.
حُسنُ الخَطّ
خط يجري مجرى السِّحر، ويرتفع حُسنُهُ عن النعت، رأيت من خطِّهِ يواقيتَ في نظام، وصفحاتِ نورِ عليها سُطور ظلام، خط أحسنَ من عطفةِ الأصداغ، وبلاغَة كالأمَل آذَنَ بالبلاع، خَط كالرَّوْضِ الممطور، والوَشي المنشور، والدُّرِّ المنثور، خط