للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما وقع الاتفاق على أنه أمدح بيت للجاهلية قوله:

تَراهُ إِذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَللاً ... كَأنكَ تُعطيهِ الذي أنتَ سَائِلُهْ

[النابغة الذبياني]

واسمه زياد بن معاوية، اتفقت الآراء على أنه أحسن الشعراء ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وكأن كلامه كلام الكتاب ليس فيه تكلف ولا تعسف، ويقال: إن أجود شعره ما اعتذر به إلى النعمان بن المنذر، وأمير ذلك قوله:

فَإِنَكَ كَالليلِ الذي هو مُدْرِكي ... وَإِنْ خِلتُ أن المُنْتأى عَنكَ وَاسِعُ

ومن أمثاله المشهورة قوله:

نُبئتُ أن أبا قابوس أَوْعَدَني ... ولا مقام على زأرٍ من الأَسَدِ

ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال يوماً لجلسائه: من القائل:

حلفتُ فلم أترك لنفسِكَ ريبةً ... وليس وراءَ الله للمرءِ مَذْهَبُ

لَئن كنت قد بُلّغت عنّي جنايةً ... لمُبلّغُكَ الواشي أَغشُّ وأَكذَبُ

قالوا: النابغة يا أمير المؤمنين، قال: فهذا أشعر شعرائكم. وفي هذه القصيدة بيته السائر:

فلستَ بمُستبقٍ أخاً لا تلُمُّه ... على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المُهذبُ

وبيته الفاخر:

فإنكَ شَمْسٌ والملوكُ كواكبٌ ... إذا طلعتْ لم يبدُ منهن كوكَبُ

<<  <   >  >>