للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التعدَي وثقلَ الوطآة

أنحى عليهِ إنحاءَ النوائب، وَعَنَفَ بهِ عَنَف الحوادث، غمزَ قناتَهُ، وصَدَع صفاتِه، أحل النقمةَ بساحَته، وأجرى الجيشَ باستباحتهِ، كان عزيزاً فأذله، ومَصوناً فأذاله، وفي عِداد من يُرمَق ويُغبَط فأحال عن ذلك حاله، وثَبَ عليه وَثْبَة السّرْحان في ثَلَةِ الضأنِ، وَثَب عليه وَثْبةَ أسَدية، وأنحى عليه إنحاءةً أمَدية.

الهَرَجُ والفِتنة

رَفَعت الفتنَةُ أحيادها، وجمعت للشر أجنادها، وأعلَت قواعدها، وأطالت سواعِدها، نيرانُ الفتنةِ تشتعلُ اشتعالاً وراياتُ الهرج تخفق يميناً وشمالاَ، أضحت تلك البلاد وهي نارٌ تتلظى، وناس يأكلُ بعضُهم بعضاً، في كل دارٍ صرخَة، وفي كل دَرب نعرة، وفي كل زاوية ظالم لا يُنصِف، ومظلوم لا يُنصف، فالنهارُ ليلٌ بالدُخانِ، والليلُ نهار بالنيران، ولم يبقَ من رسومِ الإسلام، غير شهادَةِ الإيمانِ وإقامة الأذانِ، فالمهلكة شاغرة، وأفواه الفتن فاغرة، كشفتِ الفِتنةُ قِناعَها، وخلعت عِذارَها، فتحولتِ الرؤوسُ أذناباً، والغنمُ ذياباً، نواح معالمُ الدينِ فيها مُضاعة، ودواعي الشيطان بها مُطاعة.

الإبراقُ والإرعاد

الأهبَة لاستئصاله مأخوذة، والسُيوفُ لقتاله مشحوذة، سيبلغ في عقابهِ، ما يتأدبُ بهِ كُل جامعٍ في جَنابهِ، وناظر إلى إمكانهِ، وطامحٍ إلى ما ليس من شأنه، سيُراق على الظلال دمهُ، وتتطايرُ على الجِذع رِمَمُهُ، أتدرون وَيحَكُم في أيٌ حَتفٍ تورطتُم، وأي شرِّ تأبطْتُم، أما علمتم أن العزيمة من مَولانا تترك أمثالكم مثلاً وتجعلكم لأهلِ الشقاقِ والعِنادِ مثلاً سيعلم المخذولُ كيف يُرمى بحَجرهِ، ويُخنَق بوترِه، وتشبع الوحوش منه ومن نَفَره.

<<  <   >  >>