للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصالهُ فلان شمّامَةُ الظرفاءِ، وريحانَة الندماء، فلان يخرج من القشرة في العِشرة، عشرته ألطف من نسيم الشمالِ، على أديم الماء الزُلال.

طِيب الخَبَرِ

أخباره ذكيّة، وآثاره ركيَّة، أخبارهُ تأتينا كما وشّي بالمسكِ ريّاهُ، ونمَّ على الصُّبح مُحَيَّاهُ، قد حَسُنَ خَبَرهُ، وسافر أثره، أخباره متضوّعة كالمسكِ الأذفَر، ومشرقة كالفجر الأنوَر، إن لم أره فقد سمعت خبره، ورأيت أثره، أخباره راحةٌ، وآثاره بهجةٌ.

إصابَةُ الرَّأيِ

لَهُ الرأيُ الثاقِبُ الذي تخفى مكائدُه، وتظهر عوائدُه، والتدبير النافذ تنجح مبادئه، وتبهج تواليه، رأيه فلكٌ يحيط بجوامع الصواب، ويدور بكواكب السّداد، يهتِكُ أغطيَةَ الستور، عن مبهمات الأمور، له تحصيلٌ، ورأيٌ أصيلٌ، عجباً لرأيهِ الذي يستنبط دفائن القلوب، ويستخرج ودائع الغيوب، له رأيٌ مُضيءٌ إذا أظلمتِ الخطوبُ، وعزمٌ قويٌ إذا ضَعُفَتِ القلوبُ.

الحِنكًةُ والتَّجْرِبَةُ

قد وضعت كثرة التجارب، في يده مِرآَةَ العواقب، قد نَجذَتْهُ مصارفُ الدهور، وحنكتهُ معارفُ الأمورِ، فلانٌ قد صحب الأيام، وتولَّى النقضَ والإبرام، قد أدبه الليل والنهار، ودارت على رأسِه الأدوار " قد حَلَبَ الدهرُ أشطرَه "، وعَرَفَ حلوهُ ومُرّهُ، ومارسَ نفعَه وضَرَّه.

التقى والزُّهد

فلانٌ عَذْبُ المَشربِ، عَفّ المطلب، نقيّ الساحَة من المآثم، برَيّ الذمَّة من الجرائم، يمشي في أقصد الطريق والطرق، ويأخُذُ بأرشدِ الخلق، يرجع إلى نفسٍ أمارَةٍ

<<  <   >  >>