مثواه، ويجعل آخرته خيراً في أولاه، أكرم الله مرجعه، وبرَّدَ مضجعه، ورحمه الله رحمة الأبرارِ، وحط عنه ثقل الأوزارِ، نوَّرَ الله برهانه وألبسه رضوانه وغفرانه، مَهَدَ الله له في الجَنة المأوى، وأوجب له درجاتِ القربة والزُلفى.
الدُعاءُ للمُعزّى
رَبطَ الله على قلبِك بالتماسُك، الذي يؤمن من التهالك في القلق والتمالك، الذي يرقع عوادي الحرق، وفَّقك اللَهُ لما يُحصَل الأجْرَ ولا يُحبطُه، ويوفِّر الثوابَ ولا يُسقطه، جَبَر اللَّهُ مصابك، وعظم ثوابك. أطالَ اللَّهُ مدّتك، وجعل الشكر في النعمى مائدتك، والصبر على عُدَّتك، حَرَس الله مُهجتَك، وحَرَّم على الحوادثِ أعزّتك، وجعل ما عرضَ خاتمة الرزايا قبلك، وبلِّغكَ في دينك، ودُنياك أمَلَك، لا نقص الله لك عَدَداً، ولا أثكلَكَ وَلداً، ولا أشمتَ بكَ أحَداً، وقاكَ الله في أعِزَّتك ونفسِكَ، وجَعَل مَسَرَةَ غدك، ماحيةً لِمساآت أمسكَ، لا أصبت إلا بِمَن الخيرة لك في البقاء بعده وله في التقدم قبلك.