أنا أَودكَ بأجزاء قلبي، وأُحبك من سواءَ نفسي، لا مرحباً بعيشٍ أنفردُ به عنك، ويوم لا أكتحل فيه بك، لا أزال يا سيدي أحِنُ إليك، وأحنو عليك، يا ليت قلبي يتراءى لك فتقرأ فيه سطورَ وُدَي لك، وتقف منها على امتزاجي بك. يعزّ عليّ أن ينوبَ في خدمتك قلمي دون قدمي، وخطي دون خَطوي، ويَسْعَد برؤيتك رَسولي قبلَ وصولي، ويَرِد مشرع الأنس بكَتابي قبل رِكابي، قد مِلتُ إليك فما أعتدل، ونزلتُ عليك فما أرتحل، ووقفتُ عليك فما أنتقل، أنسى الأنام وأذكرك وأطوي العالم وأنشرك، مَسكنُك الشَغافُ، وحبةُ القلب وخِلْب الكبد، وسواد العين، أنا أَعُدّ نفسي بعضَ أخوانِكَ في العدد، وأفوقهم في التودّدِ، أنا والله أجتني قربك، وأجتوي بعُدَك، والله ما تُظل الخضراء ولا تقِل الغبراء، عبداً هو أشد مني لك مُحالفة، وأقل مخالفة، عهدي لك من أكرمِ العهودِ، ووفائي لك وفاء العِرق للعودِ.
التَّفْدِيَةُ
فداك من عاداك، أفديك بالأعزين الأهلِ والولد، وبالأنصرين الساعدِ والعَضُد، بل بالعُمدتَين القلب والكبد، بل بالنفس كلها، والمُهجةِ بأسرِها، لا زلت مفدًّى بأنفس العبيد، ممداً بأمداد التأييد.
ذِكْرُ العَهدِ والعُمدةِ والعدَّة
هو لي كالنَّابِ والظُّفر، والجُنَّةِ من نوائب الدَّهرِ، هو مَن عليه أعتمدُ، إليه أستنِدُ، وبه أعتضِدُ، هو من استضيء في ظُلَم الخُطوب برأيه، وأستجنُ من سهامِ النوائب بولائهِ، هو الكهفُ والوَزرُ، والسَّمع والبصر، والشمس والقمرُ، واليد