يحملها زَبَرجَد، عندنا أُترج كأنه من خلقكَ خُلِقَ، ومن شمائلك سُرقَ، ونارَنج كَكُراتٍ من سفرة ذُهّبَتْ، أو ثدي عذارى حُلِّقَتْ، مَجْلِسٌ أخذت فيه الأوتاد تتجاوب، والأقدام تتناوب، أعلامُ الأنس خافقة، وألسنُ الملاهي ناطقة، مجلسٌ قد فرُش بساطُهُ، وبُسِطَت أنماطهُ، ومُدَّ سِماطهُ، بين آس مخضود، وَورد مَنضود، ودَنٍّ مفصود، وناي وعود، في مجلس تحفنا بدور، والكّاسات بيننا تدور، قد نشأت غمامة اليد، على بساط الوَرْدِ، مَجلسٌ قد تفتَّحتْ فيه عيونُ النّرْجس، وفاحت مجامرُ الأُترج، وفتقت فارات النارَنج، ونطقتْ ألسنُ العيدان، وقامت خُطباء الأطيارِ، وهبت رياح الأقداح، وامتدّت سماءُ النَد، وطلعت كواكبُ النّدمان، قد امتطينا مراكبَ الفَرَح، وقدحنا نارَ السرورِ بالقدح.
ما يتصل به من الألفاظِ في الاستزادة
نحن في مجلسٍ قد أبتْ راحُه أن تصفو إلا أن تتناولها يُمناك، وأقسم غناؤه، لا يطيبُ إلا أنْ تَعيه أذناك، فأما خدودُ نارَنْجه فقد احمرَّت خَجَلاً من إبطانك، وعيونُ نرجسه، فقد حدقت تأميلاً للقياك، فبحياتي ألا تعجلت، وما تمهلت نحن لغَيْبَتِك، كعقدٍ غُيِّبت واسطتهُ، وشبابٍ أخذت جذته، إذ غابَتْ شمسُ السماء عنّا، فلا بدَّ أن تدنو شمس الأرضٍ منّا، أنت ممّن ينتظَم به شمل الطَرَب، وبلقياه يبلغ كل إرب ثب إلينا وَثْبَة الغزالِ، واطلع علينا طلوعَ الهلالِ في غرة شوال، جشم إلينا قدمَك، واخلع علينا كَرَمك.
وصفُ الشرابِ
مُدامة تُوردُ رِيحَ الورد، وتحكي نارَ إبراهيم في اللونِ والبردِ، أرحيق أم حريق، أم شقيق، أم عقيق، كأسٌ كأنَ الديوكَ قد صبَّت أحداقَها فيها شرابٌ أصفى من مودَّتي لك، وأحسن من نعمةِ الله عندي فيك، وأطيب من إسعافِ الزمانِ بلقائك، كأسٌ