قد لاح عليَّ من مِيْسَم مودتِكَ، ما ينقبض معه العذر في ترك مباسَطتك، فضلك قد أنشطني من عِقَالِ الحشمةِ، وبسَطَني من انقباض الوحْشهِ، مولاي يعلم أني لا أنبسط الانبساطَ الذي ربما صافحَ الإفراط، ولا أسترسل الاسترسال الذي يقارب الإهمال، انبساطي إليك انبساط الواثق منك بأحسن الجواب المتوقع بأسرع الإيجاب.
التَّلطُّف للاستماحَةِ والتماس الحاجة
قد صار سؤالي وإيجابكَ لقاحاً، نتجا سماحةً ونجاحاً، أنا السَّحبُ على شيمتك، وأتقلب على مِهاد كرمك، وأنت ممن تشفع به الإخوان إلى الزمان، من عرضت له أمداد البحار، استغنى عن ثماد الأنهار، لا أستمد النهر، وأنا جار البحر، ولا أحتاج إلى ضَوء النجمِ، وأنا أسري في ضوءِ البدر، من عَظُمَتِ النِّعمة لديه، كثرت الرغبةُ إليه، فاستجلب بالإنعام منك إنعام الله عليك، إن رأيت أن تغرس لي من عنايتك غَرْساً ألوذُ بظله، وأستمتع بثمرته، مولاي لا يرى منِّي إكثار المسرفِ، ولا إملال المُلحِف، ما أعُدّ خزانة مولاي إلا معدنٌ ذُخر لي، من كان كله لك، كان كله عليك، قد وَرَدْتُ بحرَك الغائض، وفارقت احتشامي القابض، إن رأيت أن تجعل لمن كُلّهُ لك جزءاً من زمانك، ونصيباً من أوان نشاطِكَ.
الأدعيةُ للمسؤول
أبقاه الله لمجدٍ يتسم غاربه، وكرم يملك مشارقه ومغاربه، أبقاه الله شمساً للمحاسن لا يمحقها الكسوف، ولا يرخي دونها السُّجوف، لا زال يُحمّلُ أولياءَهُ من طَوْله ما يثقل الظهور، ويُخلِق الدهور، لا زال مُمَتّعاً بشرفِ سجاياه وشيمه، مستمدًّا من أغراس نِعمه، لا زال ظِلُّهُ مألوفاً، ومعروفُه معروفاً، واللَّهُ يديم أيامَه لإحسانٍ إلى قاصيته، وإنعام يقود بناصيته، جعل البركة غذاء مدته، وفقأ نواظِرَ الأيامِ من عرصَته.