للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحدث ابن سعد عن مركز هاشم بن عبد مناف بين قومه وما نالته قريش على يده من خير، ثم قال: أخبرني هشام بن محمد قال: حدثني معروف بن الخربوذ المكي، قال: حدثني رجل من آل عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف عن أبيه، قال: فحسده -يعني هاشمًا- أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وكان ذا مال، فتكلف أن يصنع صنيع هاشم فعجز عنه، فشمت به ناس من قريش، فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة، فكره هاشم ذلك لسنه وقدره، فلم تدعه قريش وأحفظوه، قال: فإني أنافرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي أمية ذلك، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، فنفر هاشمًا عليه فأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها من حضر، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين، فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية ١.

ثم تحدث عن منافرة أخرى وقعت بين عبد المطلب بن هشام وحرب بن أمية قال: وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال: أخبرني رجل من بني كنانة يقال له ابن أبي صالح ورجل من أهل الرقة مولى لبني أسد وكان عالمًا، قالا: تنافر عبد المطلب بن هاشم وحرب بن أمية إلى النجاشي الحبشي، فأبى أن ينفر بينهما، فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب فقال لحرب: يا أبا عمرو, أتنافر رجلًا هو أطول منك قامة، وأعظم منك هامة، وأوسم منك وسامة, وأقل منك لامة، وأكثر منك ولدًا، وأجزل منك صفدًا، وأطول منك مذودًا. فنفره عليه فقال حرب: إن من انتكاث الزمان أن جعلناك حكمًا٢ هذه رواية ابن سعد وتابعه عليها البلاذري٣ والطبري٤ وابن الأثير٥، وكتب المقريزي كتابًا خاصًّا بهذا النزاع سماه النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم رد فيه أصل الخصومة التي قامت بين بني هاشم وبني أمية في عهد علي بن أبي


١ ابن سعد ١/ ٥٥- ٥٦.
٢ نفسه ١/ ٦٧- ٦٨.
٣ البلاذري: أنساب الأشراف ١/ ٦٠- ٦١، ٧٢، ٧٣.
٤ الطبري ٢/ ٢٣.
٥ ابن الأثير ٢/ ٩-١٠.

<<  <   >  >>