للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها، وقدموا من أجل السلام كافة التسهيلات، حتى قدموا أربعين رجلًا رهنًا لتوفية دية القتلى. والمرة الثانية هي الحرب التي دخلوها ضد المسلمين في يثرب، وقد بدءوها حرصًا على مكانة مكة وصيانة مصالحها.

وكما حفظوا على مكة وحدتها الداخلية؛ كذلك حافظوا على حسن الصلة بينها وبين القبائل الأخرى في أنحاء الجزيرة العربية، وبخاصة القبائل الضاربة حول مكة, وتلك التي تنتشر على جوانب طرق القوافل، الأمر الذي مكَّن قريشًا من القيام على تنظيم القوافل التجارية وتسييرها آمنةً بين هذه القبائل.

كما حافظوا على خطة الحياد التي انتهجوها بالنسبة للصراع الدولي الذي قام بين الفرس والبيزنطيين، ودخل في دائرته أجزاء كثيرة من الجزيرة العربية كاليمن في الجنوب والمناذرة على أطراف العراق، والغساسنة على أطراف الشام. واستطاعوا بمهارة أن يسالموا الدول المتصارعة, وأن يفيدوا من هذا الموقف الحيادي في السيطرة على نقل التجارة بين الشرق والغرب. وجنوا من وراء ذلك ثروة كبيرة ومركزًا ممتازًا.

<<  <   >  >>