للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه؛ غلب عليه وتمكن منه. والمولى الحليف. والمولى المعتق. والوليُّ المحب الصديق والنصير والملك.

والمولى يطلق على المالك والعبد، والمعتق، والصاحب والجار والحليف، وأولياء الرجل عصبته من إخوته وبني عمه وعشيرته، وتولاه اتخذه وليًّا١، وقد ذكرت كلمة مولى في القرآن الكريم كثيرًا، وأريد بها النصير أو الحليف: {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ، يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج] {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج] .

هذا هو المعنى اللغوي للكلمة، ولكن الاصطلاح حدد معناها، ومع تحديد معناها نجدها شائعة وفيها شيء من الغموض؛ والمقصود من الموالي هم الجار والحليف المعتق.

الجوار: إذا سلك فرد من قبيلة مسلكًا شائنًا يضر بسمعة قبيلته؛ فإن القبيلة تخلعه، أو أنه هو يخلع نفسه منها إذا خاف على نفسه أن يثأر منه إذا كان قد قتل من القبيلة، أو أن يكون قد ضاق بحياته فيها، وعندئذ لا يقربه أحد، ولما كان لا يستطيع أن يعيش منفردًا فإنه يلجأ إلى قبيلة أخرى يتصل بها ويعيش في حماها على أساس الموالاة بالجوار. كذلك قد يجد المرء نفسه غريبًا في أرض قبيلة ويخاف على نفسه فيلجأ إلى طلب الجوار من أحد أبناء هذه القبيلة، وكذلك قد يخرج لطلب ثأر من قبيلة أخرى ويجد في نفسه ضعفًا عن أن يبلغ غايته فيلجأ إلى جوار أحد يحميه حتى يأخذ بثأره٢. وكما يجاور الأفراد تجاور القبائل أو البطون من ترى فيهم الحمية والعزة لحمايتها والاعتزاز بجوارها٣. وقد ورد في القرآن معنى الجوار على أنه نتيجة للضعف طلبًا للحماية والعزة٤. هذه هي الحالات التي تقوم فيها علاقة الجوار. أما كيف يتم عقد الجوار، إذا جاز لنا أن نطلق هذه التسمية على هذه العلاقة العرفية، فإن


١ المصباح المنير ٢/ ٩٧٢.
٢ الأغاني ١/ ٦٠٤- ٦٠٥ ابن الأثير ١/ ٣٤٢.
٣ ابن الأثير: نفسه: ٣٧٠. العقد الفريد: ٥/ ١٧٠- ١٧١.
٤- الإسراء: ١١١. التحريم: ٤.

<<  <   >  >>